غرائب وطرائف تاريخ القهوة

غرائب وطرائف تاريخ القهوة

لكل مشروب حكاية، وللقهوة تاريخ طويل من القصص والحكايات الطريفة والعجيبة. هل تعلم أن فنجان القهوة الذي نقوم بإعداده في دقائق معدودة وراءه تاريخاً حافلاً من الصراعات والطرائف، منذ بداية اكتشاف حبوب القهوة وحتى وقتنا هذا.

قصص وحقائق عن القهوة طريفة وغريبة

قصة الراعي وجنون الماعز بسبب القهوة

تعود قصة الراعي لتاريخ اكتشاف القهوة لأول مرة عبر التاريخ. كان هناك راعي أغنام في إحدى القرى الأثيوبية لاحظ نشاط غير مسبوق على الماعز أثناء رعيهم في الحقول الخضراء الواسعة، كما كانوا يعانون من الأرق طوال الليل لفرط نشاطهم وسعادتهم. تتبع الراعي الماعز ليعرف مصدر هذا النشاط، فوجدهم يتغذون على نبات أخضر ينمو على شجرة لم يسبق له أن يراها من قبل. كانت الشجرة تنبت حبوب صغيرة خضراء، قطف منها حبة وتناولها ليتذوقها فوجد طعمها مر لا يحتمل. ثم قرر أن يقوم بوضع بعض من الحبوب في قدر من الماء المغلي ثم يتناول منقوعها، فوجد مذاقها مميزاً ومختلفاً عن غيرها من الأعشاب واستمد من هذا المشروب طاقة ويقظة غير مسبوقة. شعر الراعي بسعادة الماعز هذا الوقت. وكان هذا هو أول فنجان قهوة في التاريخ.

أسطورة القهوة والخمر في العصر الأموي

انتشرت الشائعات حول القهوة في عهد الدولة الأموية. حيث ذكر في المعاجم العربية القديمة إن تعريف مصطلح كلمة القهوة = الخمر. وذلك لاعتقادهم في ذلك الوقت بأن القهوة تُقهي شاربها ( تقضي على شهوته) عن تناول الطعام والنوم.
ومن هنا جاء خلاف العلماء والفقهاء حول هل تناول القهوة حرام أم حلال. ولكن سرعان ما توصل العلماء إلى حقيقة الأمر وأن هناك فرقاً كبيراً بين القهوة والخمر. فالخمر يذهب عقل شاربة، أما القهوة تنشط العقل والذاكرة، كما تساعد على تحسين أداء شاربيها لمهامهم اليومية.

قصة شرب القهوة سادة في العزاء

لم تأتي عادة شرب القهوة السادة في العزاء والمناسبات الحزينة من العدم. ولكن ترجع تلك العادة إلى تاريخ الحكم العثماني لمصر وطلاب الأزهر.
بدأت القصة في أوائل القرن السادس عشر، عندما جاء وفد من الطلاب اليمنيين للدراسة بالأزهر الشريف ويحملون معهم عادة شرب القهوة للتركيز وزيادة النشاط والتي تساعدهم على السهر للدراسة واجتياز الامتحانات. فنشر الطلاب اليمنيون عادة شرب القهوة بين الطلاب جميعاً ثم إلى عامة الشعب.

اعترض العلماء على هذا المشروب الجديد فوجدوه محرماً، وكانت حجتهم أنه مشروب لم يتناوله نبي الله محمد (ص) ، وبذلك فهو بدعة محرمة. وقام في ذلك الوقت الفقيه أحمد بن عبد الحق السنباطي بإصدار فتوى تحرم تناول القهوة أو الاتجار بها.
تناول شيوخ المساجد الحديث حول هذه الفتوى أثناء الخطب في المساجد وأثاروا غضب الشعب بين مؤيد ومعارض، حتى ثار المؤيدين للفتوى بتكسير المقاهي ومحلات تجار القهوة، كما نشبت المعارك بين الجانبين وأدت إلى وقوع قتيل من طرف تجار القهوة.

عند إثارة هذا الشغب قام السنباطي ومؤيدوه بالفرار والاختباء في أحد المساجد ومعهم أسرة القاتل. ليأتي أهل القتيل والتجار وعامة الشعب المحببين للقهوة بنصب صوان للعزاء أمام المسجد وتوزيع فناجين من القهوة السادة بدون سكر لتحدي الشيخ السنباطي وإثارة غيظه.
وانتهت تلك الواقعة بتعيين مفتي جديد للبلاد أباح تناول القهوة. ومن هنا يأتي تاريخ عادة القهوة السادة عند المصريين.

أجود أنواع القهوة تأتي من براز الحيوانات

تعتبر القهوة المستخرجة من براز الحيوانات هي القهوة الأغلى في العالم. فنجان واحد من قهوة البراز قد يكلفك من 70 إلى 100 دولار. ولكن لماذا تعد هذه الأنواع من القهوة الأغلى في العالم وما السر وراء ارتفاع أسعارها؟

قهوة العاج الأسود

هي من أغلى أنواع القهوة حول العالم. تعرف بهذا الاسم كنايةً عن روث الفيلة. فهي القهوة التي يعتمد في استخراجها على معدة الفيل. كلما كان الفيل سعيداً ويتناول وجبة إفطار لذيذة من حبوب القهوة والفواكه المختلف، كانت جودة حبوب البن المستخرجة من معدته مميزة وذات مذاق حلو تشبه طعم الشوكولاته والكرز ورائحة مثل الأزهار.

يتم استخراج حبات البن من الفيلة عن طريق خروج حبات البن عبر الجهاز الهضمي وخروجها مع الروث. وهنا يتم التقاطها وتنظيفها جيداً من ثم تجفيفها حتى تصبح جاهزة للاستخدام الآدمي.

تتكلف تلك العملية الكثر من الأموال لتلبي البيئة المناسبة للفيلة وتوفير الغذاء المناسب لحركة الجهاز الهضمي لديهم وهذا ما يجعلها مكلفة.

قهوة قط الزباد ( kopi luwak coffee)

تعتبر قهوة اللواك من أغلى أصناف القهوة حول العالم التي تتميز برائحتها القوية وطعمها المميز. تم اكتشاف حبوب قهوة اللواك في دول جنوب آسيا مثل:(إندونيسيا- الفيلبين-ماليزيا) وهي حبوب بن مستخرجة من فضلات حيوان الزباد شبيه القطط.
يتغذى حيوان الزباد بشكل أساسي على أشجار وحبوب القهوة في الغابات الآسيوية. كما يتمتع الزباد بجهازه الهضمي الذي يفرز أنزيمات خاصة والتي تعمل على تغيير تركيبة حبوب البن من تقليل الحموضة واكتساب النكهة الخاصة بها.

يقوم أهل القرى باستخراج حبات القهوة من روث الزبد والتي تخرج على شكل قوالب من الحبوب، ويقومون بغسلها وتجفيفها جيداً قبل الاستعمال. ثم تحمص وتصدر لجميع البلدان بأغلى الأسعار. ويعود ارتفاع سعرها إلى طريقة العناية بحيوانات الزباد والاهتمام بوجباتهم وإنشاء مراعي خاصة بهم.

قصص القهوة لا تنتهي فهي التي تغزل فيها نزار قباني وقال

يَا قَهْوَتِي لَا تَهْتَمِّي فِي إِيقَاعِ اَلْوَقْتِ وَأَسْمَاءِ اَلسَّنَوَاتِ . أَنْتَ قَهْوَةٌ تُبْقِي قَهْوَةً … . فِي كُلِّ اَلْأَوْقَاتِ . سَوْفَ أُحِبُّكُ … . عِنْدَ دُخُولِ اَلْقَرْنِ اَلْوَاحِدِ وَالْعِشْرِينَ … وَالْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ … وَالتَّاسِعِ وَالْعِشْرِينَ … . وَسَوْفَ أُحِبُّكُ … … حِينَ تَجِفُّ مِيَاهُ اَلْبَحْرِ … وَتَحْتَرِقُ اَلْغَابَاتُ

نزار قباني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top